إن الحياة الجامعية لها بركات كثيرة جداً
وأثار مهمة في تكوين وإنضاج الشخصية
كما أن فيها مستجدات كثيرة تختلف عن
الحياة فى المدارس الثانوية، فمثلاً
1- أنت تتمتع الآن بحرية كاملة في الحضور والانصراف
فلا طابور صباح، ولا كشوف حضور يومية، ولا إخطار لولي الأمر
ولكن هذه الحرية تقابلها مسئولية كبيرة، فالمطلوب
أن تضبط نفسك أمام أبواب الجامعة المفتوحة
والكافتيريا التي تغص بالطلاب المنصرفين عن محاضراتهم
إلى أحاديث ومرح ومزاح لا يبنى
ليكن كل شئ بلياقة وحسب ترتيب
2- وفى الجامعة ستجد فرصة الاختلاط مع الجنس الآخر... وهو أمر
هام جداً فى نضوجك النفسى... المهم أن تعرف كيف تختلط حسناً... فلا
ترتبك فى علاقة شخصية سريعة... تدمر حياتك الروحية والدراسية
ولا تصل بك إلى شئ.. وذلك لسبب بسيط أنك
الآن فى مرحلة "الجنسية الغيرية العامة".. أى أنك تتعرف
على الجنس الآخر بصورة شاملة.. وسوف لا تستطيع
تحديد شريك حياتك إلا حينما تدخل إلى
مرحلة "الجنسية الغيرية الأحادية" وذلك حينما
تكون مؤهلاً روحياً ونفسياً
لإختيار شريك حياة واحد وثابت
3- أما أسلوب الدراسة فى الجامعة فمختلف تماماً عن المرحلة الثانوية
فأنت لم تعد واحداً من أربعين أو خمسين طالباً
يعرفكم الأستاذ بالإسم أحياناً، أو حتى بالشكل
ويسألكم إن كنتم استذكرتم ما فات
ويناقشكم فى الدرس هل فهمتم أم لا؟.. هذا كله قد انتهى
فأنت ضمن آلاف مؤلفة من الشباب، ينحشرون فى مدرج ضخم
والأستاذ يتكلم بسرعة كبيرة، ويترك الكثير لمجهودك الشخصى
الخ وحيث لا توجد متابعة يومية لك، يمكنك تأجيل المذاكرة
إلى الشهر الأخير، الذى لا يصلح أن يخلق منك إنساناً ناجحاً
ومتفوقاً، كما لا يضمن الإنسان ماذا
سوف تكون ظروفه من مرض أو مشاكل
4- وبعض الشباب يكون مغترباً قادماً من بلاد غير بلد الدراسة
ويعانى هؤلاء فى السكن، والطعام، والاستذكار
وربما فى الدخول فى مجموعات غير متجانسة روحياً وأخلاقياً
اجتماعياً ومادياً، يعطلون بعضهم بعضاً فى الاستذكار والتقدم
نجد هذا فى المدن الجامعية، أو السكن الخارجي
أو السكن لدى الأقارب، وما يمكن
أن يحدثه من متاعب... الخ
%%%تحياتي
نور البياتي