بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمدهذهِ السيدة أبكتني ! أسعد الله أوقاتكم أيها القراء الاعزاء ...
وأدامَ عليكم نعمهِ التي لا تحصى
تدهشني كثيراً كلما رأيتها تختلسُ النظرَ إليَ من بعيد
وتحيرني ما تحملهُ نظراتها من بسماتٍ قد امتزجت بالشقاء
حاولتُ مراراً وتكراراً أن أتفقهُ في أمرها وأن أتعمق
حتى باتت شغلي الشاغل وقضية تستحقُ النظر فيها
هيَ بحق إنسانة قديرة ... بل أكثر من قديرة
هيَ إنسانة قد اختارت أن تضحي بحياتها من أجلِ الغير
وعلى الرغمِ من ذلكَ نراها دائماً وهيَ مبتسمة ... راضية ... ولربها شاكرة
تراها تحملُ مجموعة من الصور قد تخالطت وتشابهت فيها الأوجه الصغيرة المائلة للسمرة أكثر منها إلى اللون الأبيض
تعددُ لكَ تلكَ الشخصيات
وتخبركَ بأسماؤهم وكذلكَ بالأعمار، وأيضاً بعضَ التفاصيل
تخبركَ بأنهم أبناؤها ...
وعندما تنتهي، ترى في عينيها علاماتِ الفرحة
وكأنها قد ورثت ثروة لا تقدرَ بثمن
هذهِ هيَ السيدة التي أبكتني وأنا أشهدُ لها بالتميز والعطاء بلا مقابل
هذهِ هيَ السيدة التي لستُ ادري، هل سوفَ يكونونَ من تضحي من أجلهم مدركونَ ما أدركهُ انا من شأنها ؟
أم أنهم ينبغي أن يكونوا جاحدين ؟
قد تستغربون ...
وقد تتسائلون فيما بينكم عمن تكون هذهِ السيدة ؟
ولكن مهلاً ...
فلا داعي للحيرة، فهذهِ السيدة موجودة بيننا دونَ ان نراها
دونَ أن نعيرها أدنى اهتمام
أتعلمونَ لماذا ؟
لأنها في نظرِ أغلبنا هيَ ليست سوى ... مجرد خادمة
هل تغيرت نظرتكم الآن لما سبقَ من كلماتٍ قد تكون أعجبتكم ؟
ولكن مهلاً، وقبلَ أن تروا بأنَ لا علاقة بما كتبت وهذهِ السيدة
دعونا نستعرض سوياً بعضَ الأمور والتي قد نجهلها
أو بالأحرى نتجاهلها، فهيَ ليست بالخفية على أيٍ منا
علكم قد رأيتم خادمةٍ ما، وقد بلغَ الكبرِ منها الكثير والكثير حتى باتت وكأنها جدة لهذا البيت لا خامةً له
ولكن هل فكرنا يوماً في شأن هذهِ السيدة ؟
أوليسَ من العسير أن تترك أسرتها لتتغربَ وتمتهنَ الخدمةَ في البيوت ؟
أوليست هذهِ السيدة قد تحملت من الذلِ والمشقة سنواتٍ أطولَ من اللازم ؟
لابد وأنكم جميعاً قد رأيتم ما رأيتهُ أنا
فهذهِ العينات يعجُ بها مجتمعنا الخليجي والعربي على حدِ السواء
هذهِ السيدة والتي أجبرتني على احترامها
قد جعلتني أتساءل كثيراً :
هل من الممكن أن يعترفَ أبناؤها يوماً ما بهذا الفضل العظيم ؟
هل يمكن أن يحملونَ لها هذهِ التضحية الكبرى في أفئدتهم على مرِ السنين ؟
هل عندما تصلَ لسنٍ لا تعد تقوى فيهِ على خدمةِ نفسها أن تجدَ من يخدمها ؟
أم أنهُ كالعادة ... سوفَ ينهتي بها المطاف بالكثيرِ من الإجحادِ ونكرانِ الجميل
وقد نراها على قارعةَ الطريق تمدُ يدها للمارةِ هناك
وفي النهاية وإذا كانوا الابناء من ذوي قلوب رحيمة ينتهي بها المطاف في دارٍ للعجزةِ المنبوذين ؟
حقيقةً أنهُ لمن المؤسف ألا تكافئ هذهِ الأم
وفي النهاية لا أجدُ ما أقول سوى
(رحماكَ يارب)تقبلوا تحياتي