ذكور الحيوان أسعد حظا

ويعرض الكتاب موضوع الابوة في الطبيعة. ويعترض المؤلف على الفكرة الشائعة بأن الذكور في الطبيعة ليس لديهم غريزة الابوة. صحيح ان معظم الذكور في الطبيعة كذكور الاسود والدببة ليس لديهم المقدرة على التعرف على اطفالهم، وبالتالي يقتلون أطفالهم أو يأكلونهم، وصحيح أيضاً ان حاجة معظم الحيوانات للذكر هي فقط لعملية التكاثر والحفاظ على الجنس الحيواني، ففي حالة الفيلة لا تقترب الاناث من الذكور الا لعملية التزاوج، بل ان الاناث والاطفال يهربون من الذكور باقي أوقات السنة، ولكن المشكلة ليست بالحجم الذي قد يتصوره القارئ. فهناك بعض الحيوانات التي تجعل الصنف الذكري فخورا. ومن هذه الحيوانات البطريق وبالذات فصيلة امبراطور البطريق، فبعد عملية التزاوج تضع الانثى البيضة في جحر امبراطور البطريق وتذهب الى البحر كي تتغذى وتأكل. ويبقى الذكر مع البيضة صائما لمدة 3 اشهر يحمي طفله من البرد القارص وينتظر خروجه.

وان كان فكر العامة يربط ما بين الذئب والدهاء، فإن الكاتب يقول بأنه يجب علينا الربط ما بين الذئب والابوة. فالذئب من احسن الآباء في عالم الحيوان. فمعظم الذئاب احادية الزواج، وهي تضحي بحياتها من اجل اسرتها. ويعلم الذئب اولاده على الصيد، فيقضي حوالي 6 أشهر مع اولاده قبل ان يتركوا الاسرة ليبنوا اسرة لأنفسهم. وحتى بعد ان يبتعد الذئب عن ولده لا يتنافس الاب مع ابنه على طعام أبدا. ومن عجائب عالم الحيوانات حيوان الفرس البحري الذكر الوحيد في عالم الحيوان الذي يلد أطفالا. فالانثى تلقح الذكر الذي يمتلك كيسا كالرحم يحفظ به الجنين ويرضعه به. كتاب يرفع من شأن الذكور في عالم الحيوان.