عيناكِ واحتمالات موتي .. حامد بن عقيل

Posts : 2457 Join date : 2010-04-15

حامد بن عقيل:

حامد بن عبدالهادي بن عقيل، شاعر وناقد وروائي سعودي. ولد ببني سعد جنوب الطائف في 21/7/1974م. يعمل في إدارة الإشراف التربوي بتعليم مدينة جدة.
بدأ النشر في صحيفة اليوم السعودية عام 1993م ثم صحيفة عكاظ، ليتوالى نشره لنصوصه في عدد من الصحف والدوريات والمجلات العربية. كتب مقالة أسبوعية بصحيفة شمس عام 2007م، ثم تحول لنشر مقالاته الإلكترونيا من خلال صحيفة إيلاف. أصدر عام 2005م مجلة أدبية بعنوان (جهات) من القاهرة بالمشاركة مع الشاعر المصري أحمد محجوب، وهي المجلة التي أصدرت الديوان الشعري الرابع (موقف الرمال موقف الجناس) للشاعر محمد الثبيتي عام 2006م قبل أن تتوقف عن الصدور في ذات العام. اشترك مع الشاعر خلف علي الخلف والقاصة سوزان خواتمي في تأسيس دار جدار للثقافة والنشر نهاية العام الميلادي 2008 بمدينة الإسكندرية. شارك بالعديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية والشعرية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. يشرف حالياً على صحيفة جدار الإلكترونية. مؤلفاته:

يوم الرّب العظيم: شعر – دار الحداثة – بيروت – 2005م.
فقه الفوضى: دراسة نقدية تأويلية في رواية "الفردوس اليباب"، طبعتان: الطبعة الأولى: دار شرقيات – القاهرة – 2005م - الطبعة الثانية: دار الكنوز الأدبية – بيروت – 2006م.
سيرة افتراضية – مسيح: دار الكنوز الأدبية – بيروت – 2006م.
سيرة افتراضية – سبينوزا: دار الكنوز الأدبية – بيروت – 2007م.
يجرد فوضاه: شعر – دار الجمل – بيروت – 2008م.
سيرة افتراضية – أماديوس: نادي حائل الأدبي – 2009م.
يجرد فوضاه: شعر – دار الجمل – بيروت – 2008م.
عصر القارئ: مدخل لدراسة التأويلية وتطبيقات نقدية على نظريات التلقي - طوى للإعلام والنشر – لندن – 2009م.
إله التدمير: دراسة نفسية تأويلية في "الإرهابي20" لعبدالله ثابت. طوى للإعلام والنشر – لندن – 2009م.

بيان الاستقلال

لم أزعم يوماً أنني كتبتُ بيان الاستقلال لبلاد غرقت قبل قرن من الزمان
ولا كتبتُ قصيدة نثر صينية تتحدث عن غزوات الهون وعن جبروت المغول؛
لكنني وقفتُ أمام عينيكِ لأول مرة على رصيف يتأرجح
كنتُ ثابتاً أنظر إلى عينيك
لامسني هواء مالح فعبر دمي على خرائط منسية
كتورد أرض بكر في اللحظات الأولى.
عيناكِ زجاجتا نبيذ،
يا إلهي كم سكرتُ بمذاق تلك النيران:
كان المحاربون يشربون زجاجتي نبيذ
وكان الرب يبارك أرصفة اللحظات الأولى..

قطار خارج بلادنا

الحقلُ أجرد أمام اجتياحكِ لعالم ممتلئ بضجيج القطارات
لا حقل سوى ما يصنعه مروركِ من بهجة في وجوه عمال يجمعون الزبد في الشمس ويدهنون به القضبان
لا قضبان إلا ما أحاط بعالم لا يخصنا لأننا نبتنا خارج الحدود
لا حدود إلا ما يرسمه الضجيج على معاول تشق طريقاً في الحقول لتمر قاطرة مجهولة على دماء الحقل..
الحقل أجرد لأنه يبكي أمام عينيكِ الدافئتين.

جفاف

جلسَ يكتبكِ
ربما كان ميتاً، لكنكِ حين تبتسمين يعيد تخليد ذكراه؛
ثلاثة من حفاري القبور يجلسون بصمتٍ يتهجون المارة بدلاً من الكلمات..
ثلاثة قبور تنتحبُ أمام عينيكِ مباشرة: قبري وقصيدتي الأخيرة وخريف يطنّ في كل بقعة لا ترينها معلناً حزنه الذهبي الآن.
ثلاث حكاياتٍ علقتها الأيامُ على ضريحٍ عاشقٍ يتردد في موته
حكاياتٍ لم أعد أتذكر عن أي غرق كانت؛
ربما ستولد لاحقاً
أو ربما سرقها غرباء جاؤوا من مناطق باردة وبعيدة لا يبلغنا سوى زئيرها..
جلسَ يكتبكِ
لأن احتمال موته كان يتحقق شيئاً فشيئاً كلما حدَّقتِ في عروقه الجافة.

إمام اللوحة

يصلِّي أمام اللوحةِ منهمكاً في نقد حياته الخاصة
في فسحة ما وجد ضالته في الخروج عن الخطوط المرسومة، وإزاء وحشته المستجدة أخذ يبحث عن روح صعبة المراس لتمشي بجواره حتى النهاية: كم يبدو الألم هشاً أمام هذا الفراغ الهائل، كم تبدو نظرات من يبتلعون مظهري في الشارع ذئبيَّة، كم يشغلني هاجس قراءة أسماء الموتى لحضارة تنام تحت التراب: الشعراء والفلاسفة والأنبياء الذين أرهقتهم أسرار مسيرتنا الطويلة.
إمامُ اللوحة الوحيدة المبسوطة على جدار شبه متهالك كان يصلِّي وكأنه عينيكِ، هكذا شعرتُ وأنا أتأمله، لأنه انشطر إلى نصفين ثم تفتت إلى عشرات القارات القادرة على احتواء تفاصيلي الخفيَّة..

Posts : 3022 Join date : 2010-05-03

في طريقٍ متعرجة

في طريقٍ متعرجة
وعلى امتداد الأيام نحو البحر
يترنحُ طفلٌ مخموراً برائحة الشِعر.
قيل إنه رآه، يركل أمواجاً على رمالٍ جافة ويبحث عن أطفال أغبياء
وحدهم من يوافق على المغامرة
ووحدهم من يبكي داخل صدره الحزين لبقية الدهر.
الشعر؛ الكائن العملاق بعزيمة ديناصورٍ ينقرض فيك
كخلايا السرطان يرفض الموت
ويتمدد مبهوتاً من القبح
يحارب في مكان خاطئ لأجل قضية لا وجود لها.
ذلك اليوم
وفي ظل صوتٍ يشبه الفتاة بدأ النبي بالتأمل
قطف جذعاً من شجرة صحراوية جرداء
كان قلبه يخفق وصلواته تنزف لوناً رمادياً يشبه دماء المحاربين
كانت عينه اليمنى ضوءاً خرافياً بينما انطفأت اليسرى فجأة
قال لنفسه: قطعتُ إذاً نصف الطريق إلى النهاية.
عندما تذكَّر الطائر البحري سكتَ طويلاً
ربما كان العويل آخر إشراقات حياتي
ربما سأطلق الرصاص على هذه الطاولة قبل أن تحملني بعيداً
ربما أستطيع كتابة قصيدة من سطرين:
دون وردٍ أو دموعٍ وقحة؛ إدفنوني هناك
تحت الرمالٍ المحروقة التي يحفها موجٌ دائم القلق والترحال!.

شكرا دموعه للتعريف بهذا المبدع

تحياتي

Posts : 7344 Join date : 2010-04-27 Age : 72

شكرا يا دموعه
هذا الشاعر جميل جدا و مبدع
تخيلات و او صاف بديعه في كتاباته
يومك سكر

Posts : 237 Join date : 2010-05-11

دمعة قمر سيدتي الفاضلة

من مدرسة تعاليمك منتعلم

شكراً لطرحك هذا الموضوع

فقد تعرفنا من خلاله

على الشاعر القدير

حامد بن عقيل

دمت...

ودام فكرك للمعرفة عنوان

[/center]

Posts : 4219 Join date : 2010-04-24

مسخ

في بلادٍ بلا دِثار مطّ شفتيه طفلٌ لأغنية فانخلعت براءةُ أيامه وصار سكيراً يداوي ولادته بالنسيان. لماذا يخسر من يأتي أولاً؟ ويخسر من يأتي أخيرا؟. لماذا يولد الموتى بتكرار رتيب ويكتئبون

بعد ان عرفتيني على هالمبدع بدات اتصفح الروابط باحثا عن ابداعاته فاخترت لك واحدة منها

شكرا دموعة على اختيارك

ليلتك جوري

تحياتي

Posts : 2457 Join date : 2010-04-15

AL_Sahed wrote:: في طريقٍ متعرجة

في طريقٍ متعرجة
وعلى امتداد الأيام نحو البحر
يترنحُ طفلٌ مخموراً برائحة الشِعر.
قيل إنه رآه، يركل أمواجاً على رمالٍ جافة ويبحث عن أطفال أغبياء
وحدهم من يوافق على المغامرة
ووحدهم من يبكي داخل صدره الحزين لبقية الدهر.
الشعر؛ الكائن العملاق بعزيمة ديناصورٍ ينقرض فيك
كخلايا السرطان يرفض الموت
ويتمدد مبهوتاً من القبح
يحارب في مكان خاطئ لأجل قضية لا وجود لها.
ذلك اليوم
وفي ظل صوتٍ يشبه الفتاة بدأ النبي بالتأمل
قطف جذعاً من شجرة صحراوية جرداء
كان قلبه يخفق وصلواته تنزف لوناً رمادياً يشبه دماء المحاربين
كانت عينه اليمنى ضوءاً خرافياً بينما انطفأت اليسرى فجأة
قال لنفسه: قطعتُ إذاً نصف الطريق إلى النهاية.
عندما تذكَّر الطائر البحري سكتَ طويلاً
ربما كان العويل آخر إشراقات حياتي
ربما سأطلق الرصاص على هذه الطاولة قبل أن تحملني بعيداً
ربما أستطيع كتابة قصيدة من سطرين:
دون وردٍ أو دموعٍ وقحة؛ إدفنوني هناك
تحت الرمالٍ المحروقة التي يحفها موجٌ دائم القلق والترحال!.

شكرا دموعه للتعريف بهذا المبدع

تحياتي

فعلا هو مبدع
راقني ما اخترت له
شكرا لك يا صديقي
بحجم الشعور

كن دوما برعاية المولى

Posts : 2457 Join date : 2010-04-15

ام اري wrote:: شكرا يا دموعه
هذا الشاعر جميل جدا و مبدع
تخيلات و او صاف بديعه في كتاباته
يومك سكر

لا يتذوق الجمال إلا الجميل يا غالية
أنرت المتصفح
وسعيدة جدا أن راق لك اختياري

كوني بحفظ الله

Posts : 2457 Join date : 2010-04-15

7elem nour wrote:: دمعة قمر سيدتي الفاضلة

من مدرسة تعاليمك منتعلم

شكراً لطرحك هذا الموضوع

فقد تعرفنا من خلاله

على الشاعر القدير

حامد بن عقيل

دمت...

ودام فكرك للمعرفة عنوان
[/center]

عذب الكلام محيط شاسع وعميق
وأنت ذواقة في قراءتك وكتابتك جميلتي

كوني بحفظ الله دوما

Posts : 2457 Join date : 2010-04-15

kako wrote:: مسخ

في بلادٍ بلا دِثار مطّ شفتيه طفلٌ لأغنية فانخلعت براءةُ أيامه وصار سكيراً يداوي ولادته بالنسيان. لماذا يخسر من يأتي أولاً؟ ويخسر من يأتي أخيرا؟. لماذا يولد الموتى بتكرار رتيب ويكتئبون

بعد ان عرفتيني على هالمبدع بدات اتصفح الروابط باحثا عن ابداعاته فاخترت لك واحدة منها

شكرا دموعة على اختيارك

ليلتك جوري

تحياتي

إن كان هذا ما حصل معك فقد تحقق الهدف برا جيا
سعيدة أن راق لك اختياري إلى هذا الحد
ورائع ما اقتطفت لي من بستان هذا المبدع

كن في رعاية المولى دائما عزيزي

» دينا حامد.. ملكة جمال مصر لعام 2010