أندريه فوزنيسينسكي...

Posts : 7344 Join date : 2010-04-27 Age : 72

أندريه فوزنيسينسكي...
شاعر التعقيدات والأنامل السرياليّة

توفي قبل أيام الشاعر السوفياتي- الروسي أندريه فوزنيسينسكي الذي يعتبر «الابن الروحي» للروائي الروسي بوريس باستيرناك الذي لفته أول أشعاره اعتباراً من عام 1947، وتأثر أيضاً بالشاعر فلاديمير مايكوفسكي.

ينتمي فوزنيسينسكي إلى جيل الشعراء رافضي العقلية المحافظة في السياسة والأدب والشعر، الثائرين على الرقابة الأدبية الجدانوفية (السوفياتية) في كتاباتهم، وفي أوجه نشاطاتهم المختلفة. بدأت شهرته في الأوساط الأدبية عام 1959، عندما نشر قصيدته «الأسياد» وعلى رغم قناعته بالمبادئ الشيوعية، لم يتردد يوماً في التعرض إلى أوجه الفساد في السلطة، وإلى انعكاس ذلك على الحياة الأدبية والفنية عموماً.‏

كان فوزنيسينسكي أحد رموز «جيل الانفراج» في ستينات القرن الماضي. وفي عام 1963 طافت شهرته جميع أنحاء العالم، وأصبح شعبياً مثل شعراء البيتلز. ثم سافر إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى. وعقد صداقات مع لورنس أوليفييه وبول سكوفيلد ألن غينسبيرغ، وأرثر ميللر، ومارلين مونرو.

قال عنه الشاعر الأميركي روبرت لويل «السريالية تفيض من أنامله»، أما رائد الفضاء الأول في العالم يوري غاغارين فذكر: «إنتاجه مجرد مقبلات شعرية». ويرى معظم النقاد أن في شعر فوزنيسينسكي تعقيدات غير ضرورية.‏ إلا أن الشاعر دافع عن نفسه قائلاً: «الشعر يجب أن يكون معقداً لأن مجتمعنا يريد ذلك، إنه بحاجة إلى التعقيد، وهل يعتقد هؤلاء النقاد أن الحياة سهلة وبسيطة، فهل يفهمونها؟».‏

ولد فوزنيسينسكي في 12 مايو (آيار) عام 1933 في موسكو. وكان مولعاً بالفن والشعر منذ صغره، لم ينخرط في معهد الآداب امتثالاً لنصيحة بوريس باسترناك الذي كان بالنسبة إليه معلماً إبداعياً، فدرس الهندسة المعمارية وتخرج مهندساً عام 1957، ثم بدأ بنشر قصائده منذ عام 1958. فلفت الأنظار بمنهجه الإبداعي المتميز والتصوير بالجمل الاستعارية وكان في البدايات أحد شعراء التجمعات الكبرى التي بدت كظاهرة واسعة في الستينات، إذ توضحت اهتماماته الأممية الإنسانية، إضافة إلى قلقه على مصير العالم. ولم يكن الأدب ما أثر فيه، وإنما الرسام الروسي أندريه روبليوف وزميله الإسباني جوان ميرو، والمهندس الفرنسي كوربيزه الذين ساعدوه على فهم بساطة الحياة وعمقها... والأدب كما رآه الشاعر يفضي إلى التصنيف والاصطفاء، وتستطيع غالباً أن تسمع في صوت شاعر واحد، أصوات جوقة كبيرة من أسلافه.‏

وكانت الأمسيات الشعرية التي دوى فيها صوت فوزنيسينسكي الى جانب أصوات زملائه الشعراء يفغيني يفتوشينكو وروبرت روجديستفينسكي وبيللا أحمدولينا قبلة لكل من اعتبر نفسه مثقفاً آنذاك... وكانت البلاد كلها تردد بيته «تتأرجح الكرة الأرضية في سلة من خطوط العرض والطول».

وتعمقت التوجهات التجديدية الحداثية في منهجه الشعري، واتهم بالشكلانية في عهد نيكيتا خروشوف الذي عرض عليه مغادرة الوطن. لكنه بقي في الاتحاد السوفياتي واستمر في الإبداع الشعري. إلا أنه تابع نهجه مطوراً أساليبه في الغوص نحو علائق العالم الجمالي الخفيّة مع مسحة من التحليل النفسي المتواري خلف ظاهر الصور الشعرية.

ومن مجموعاته الشعرية «المنحنى» ثم مجموعة «الفسيفساء» (1960) و{العوالم المعكوسة» (1964) و{مشاعر مبهمة} (1981)... وصدر له أكثر من 20 ديواناً الى جانب الليبيرتو الشهير الذي نظمه لأوبرا الروك السوفياتية الأولى «يونونا وافوس»، التي تعرض منذ حوالي ربع قرن على خشبة مسرح «لينكوم» في موسكو.

الحنين إلى الأصالة

لستُ أدري ما يحسُّ الآخرون

غير أنّي أشعرُ الآنَ بأنَّ القلبَ وجدٌ يعتريه

ليسَ بالماضي يَتيه

بلْ إلى ما نحنُ فيه

وأراني مثلَ راهب

قصدُهُ للهِ دربُ

غيرَ أنَّ الدربَ أفضى

لرئيسِ الديرِ في الدنيا وحَسْبُ

هكذا دوماً أصلي للوصولِ

دونَ جسرٍ للحقيقة

وكأنّي قد فعلتُ

أيَّ شيءٍ ما غريب

بل لعلَّ الآخرين

أرتمي في المرجِ وسطَ الغابةِ

وأحسُّ التوقَ للأرضِ الأصيلة

أيُّ إنسانٍ هنا لن يستطيعا

عنكِ إبعادي ولكنّي كأنّي

بِحنيني في عناقِك

خائفٌ أن يخطفوكَ الآنَ مني

غرفةُ الإبداعِ نحوَ الروضةِ الغناءِ مفتوحَة

غيرَ أنّي لستُ أصبو إلى النتاجِ

إنّني ما زلتُ ألهثُ للأصالة

عندما ترنو لأسماعي عباراتٌ ذليلة

من رفيقٍ مُتعثِر

سوفَ لا أبحثُ عما فيه من إثمٍ ولكن

عن أصيلٍ فيهِ أبحث

من لَهُ أصفو وأحزَن

كلُّ شيءٍ قد غدا – حتى ثيابُ

الخيشِ أيضا – من بلاستيك

كمقالٍ عابرٍ عفتُ الحياة

في الغدِ الآتي سنمضي لن نكون

والكنائسُ آهِ تبقى

عندما ترنو وتَضَحك

قربَ وجهي تتغابى (المافيا)

أهتفُ الحمقى هنا كانوا زَمانا

غيرَ أنَّ الوعيَ في الحاضرِ ينمو ويُدرك

أفتحُ الصنبورَ يهمي منه ماءٌ أسودُ

ثم يهمي مِنهُ ماءٌ أحمرُ

نثراتٌ من حديدٍ طافيَه

ومياهٌ نتِنَة

سوف أنتَظِرُ المياهَ الصافيَه

ما مَضى بي قد مَضى إلى الأفضلِ

غيرَ أنّي سأعضُّ الآنَ كالسرِّ لساني

صامتاً لن أنطقَه

وأعاني ما أعاني للحقيقة

ما سيأتي – مدركا – لن ألحقَه

Posts : 3022 Join date : 2010-05-03

انا لله وانا اليه راجعون

شكرا ام اري على هذا الخبر والتعريف بالشاعر الرائع

تحياتي

Posts : 7344 Join date : 2010-04-27 Age : 72

AL_Sahed wrote:: انا لله وانا اليه راجعون

شكرا ام اري على هذا الخبر والتعريف بالشاعر الرائع

تحياتي

شكرا لمرورك خيي
مساءك ورد

Posts : 4739 Join date : 2010-04-28 Location : kurdistan

شكرا ام ئاري عالتعريف بالشاعر

أندريه فوزنيسينسك

تسلم دياتك

مودتي

Posts : 7344 Join date : 2010-04-27 Age : 72

lara wrote:: شكرا ام ئاري عالتعريف بالشاعر

أندريه فوزنيسينسك

تسلم دياتك

مودتي

شكرا لمرورك يا لارا
يومك فل