فارس الجزائر
هديه صلّى الله عليه وسلّم في الاعتكاف الاعتكاف لغة هو اللبث وملازمة الشيء أو الدوام عليه خيرًا كان أو شرًّا، ومنه قوله تعالى: {يعكفون على أصنام لهم} الأعراف: 138، وقوله أيضًا: {ما هذه التماثيل الّتي أنتُم لها عاكفون} الأنبياء: 52'، وقوله سبحانه: {ولا تُباشروهنّ وأنتُم عاكفون في المساجد} البقرة:.187 وشرعًا هو لزوم مسلم مميّز مسجدًا مباحًا لكلّ النّاس، بصوم كافًا عن الجماع ومقدّماته، يومًا وليلة فأكثر، للعبادة بنية، فلا يصح من كافر ولا من غير مميّز، ولا في مسجد البيت المحجوز عن النّاس، ولا بغير صوم، أيّ صوم كان، فرض أو نفل، من رمضان أو غيره، ويبطل بالجماع ومقدماته، ليلاً أو نهارًا، وأقلّه يوم وليلة أو نهارًا، ونُدب عشرة أيّام لاعتكاف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم العشر الأواخر فيه من رمضان وأكثره شهر، وتكره الزيادة عليه، بقصد العبادة بنية، إذ هو عبادة، وكلّ عبادة تفتقر للنية.
وأمّا حكم مشروعيته فهو قُربة ونافلة من نوافل الخير، ومندوب إليه بالشرع أو مُرغّب فيه شرعًا للرجال والنساء، ولاسيما في العشر الأواخر من رمضان، ويجب بالنذر.
وأمّا أدلة مشروعيته، فهي بالكتاب والسُنّة والإجماع:
فأمّا الكتاب: قول الله تعالى: {ولا تُباشروهنّ وأنتُم عاكفون في المساجد} البقرة: 187، وقوله سبحانه: {أنِ طهِّرا بيتيَ للطّائفين والعاكفين} البقرة: .125
والسُنّة: لما روى ابن عمر وأنس وعائشة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، منذ قدِم المدينة إلى أن توفّاه الله تعالى'' متفق عليه.
وأمّا الإجماع: فقد أجمع العلماء على أنّه مشروع.
إنّ الهدف من سُنّة الاعتكاف أنّه صفاء القلب ومراقبة الله عزّ وجلّ، والإقبال والانقطاع إلى العبادة في أوقات الفراغ، متجرّدًا لها ولله تعالى، من شواغل الدنيا وأعمالها، وملازمة عبادة الله في بيته سبحانه وتعالى.
أمّا زمان الاعتكاف فأقلُّه يوم وليلة، والاختيار أن لا ينقص من عشرة أيّام.
وأمّا مكانه، فهو المساجد كلّها، ولا يصح في مسجد البيوت المحجورة، فلا يعتكف في صومعة المسجد، ولا على ظهر المسجد، ولا في بيت القناديل.
وقد قسّم العلماء الاعتكاف على قسمين: مسنون وواجب:
فالمسنون: هو ما تطوّع به المسلم تقرّبًا إلى الله عزّ وجلّ، وطلبًا لثوابه، واقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويُتأكّد ذلك في العشر الأواخر من رمضان.
والواجب: هو ما أوجبه المرء على نفسه، إمّا بالنّذر المُعلَّق، مثل أن يقول: لله عليّ أن أعتكف كذا، وفي صحيح البخاري أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن نذر أن يطيع الله فليطعه''، وفيه أيضًا: ''أنّ عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله إنّي نذرتُ أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال: أوف بنذرك''.
ويُشترط في المعتكف:
النية، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّما الأعمال بالنِّيات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى'' لأنّه عبادة محضة، لم تصِح من غير نية كالصوم والصّلاة وسائر العبادات.
الصوم، وهو شرط مطلقًا.
والاشتغال بالعبادة، على قدر الاستطاعة ليلاً ونهارًا، من الصّلاة والذكر والتلاوة وسائر أعمال الآخرة، فلا يشهد جنازة ولا يعود مريضًا ولا يدرس العلم.
ღღღღღღღღღღღღღღღ
ღ彡ღ彡 Khalido 彡ღ彡ღ
ღღღღღღღღღღღღღღღ