أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان معزياً في ضحايا الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتجه إلى غزة، والذي سقط فيه العديد من القتلى والجرحى معظمهم من الأتراك.
وأضاف البيت الأبيض في بيان له أمس الثلاثاء أن أوباما عبر لأردوغان عن “عميق تعازيه” في ضحايا السفينة التركية، مكرراً مساندة بلاده لإجراء “تحقيق موضوعي شفاف يتسم بالمصداقية بشأن الوقائع المحيطة بهذه المأساة“.
وقال إن واشنطن تعمل عن كثب مع إسرائيل من أجل الإفراج عن سفن الأسطول والمتضامنين المحتجزين، مؤكداً في ذات الوقت “أهمية إيجاد سبل أفضل لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة دون تقويض أمن إسرائيل”.
كما شدد أوباما -حسب البيان- على أهمية وجود “اتفاق سلام شامل ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، متجاورة، وقابلة للحياة”.
انتقاد حاد
وكان أردوغان قد وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى إسرائيل، معتبراً أن “المجزرة الدموية” التي ارتكبتها ضد سفن المساعدات “عمل دنيء وغير مقبول” ويجب عليها دفع ثمنه، محذرا إياها من اختبار صبر أنقرة.
وأضاف خلال اجتماع في البرلمان التركي أمس أن “الإبادة الدموية التي بدأتها إسرائيل انتهاك للقوانين الدولية واستهداف للسلام العالمي الذي أصيب بجرح بالغ، وأن على الأمم المتحدة ألا تكتفي بقرار الإدانة، وأن على المجتمع الدولي أن يقول كفى لإسرائيل”.
واعتبر أردوغان أن إسرائيل وضعت الإنسانية تحت الأقدام، وقال إنها لا يمكن أن تنظر في وجه العالم إذا لم تعتذر وتُحاسب على ما أقدمت عليه، وإنه لا عذر لها بشأن الدماء التي سالت.
وطالب تل أبيب برفع الحصار غير الإنساني المفروض على قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، مشددا على استمرار الدعم التركي للشعب الفلسطيني وأهل غزة ولإحلال السلام في الشرق الأوسط.
لقاء بواشنطن
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين قبيل اجتماعه بنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن صباح أمس الثلاثاء إن تركيا أصيبت بخيبة أمل إزاء رد إدارة أوباما على الهجوم الإسرائيلي، وأكد أن بلاده تريد إدانة أميركية واضحة لغارة يوم الاثنين.
وشبه أوغلو الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية باعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، “لأن مواطنين أتراكا هوجموا من جانب دولة لا من جانب إرهابيين بنية وقرار واضح من القادة السياسيين لتلك الدولة”.
ومضى يقول “نتوقع تضامنا كاملا معنا.. يجب ألا يكون هناك اختيار بين تركيا وإسرائيل.. يجب أن يكون الاختيار بين الخطأ والصواب”.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال لاحقاً إن أوغلو لم يطالب الولايات المتحدة بإدانة الهجوم الإسرائيلي خلال لقائه بكلينتون، التي كررت لنظيرها التأكيد على أهمية “إجراء تحقيق سريع وحيادي وذي مصداقية وشفاف” في الهجوم الدموي.
وأعلنت كلينتون أمس دعم بلادها إدانة الأمم المتحدة “للأعمال التي أدت إلى مأساة الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الإنساني”، وقالت إن واشنطن تطالب إسرائيل “بإلحاح” بأن تسمح للأشخاص المعنيين بالاتصال بقنصلياتهم وللدول المعنية بأن تستعيد فورا قتلاها وجرحاها.
وقال كراولي إن الولايات المتحدة “ما تزال تحاول أن تتبين حقيقة ما حصل على متن السفينة” التركية التي سقط على متنها عشرات القتلى والجرحى.