العرب من المحيط إلى الخليج يبتهلون: يا رب تفوز الجزائر

يحلمون بإسقاط إنجلترا كما أسقطوا ألمانيا قبل 28 عاماً




تتعلق قلوب جماهير كرة القدم من المحيط إلى الخليج اليوم حينما يلتقي منتخبا الجزائر وانجلترا بتلابيب الأمل الضعيف في تحقيق الفوز في ثاني مباريات ممثل العرب الوحيد في كأس العالم بعد خسارته الأولى أمام سلوفينيا بهدف نظيف في افتتاحية مبارياته في المجموعة الثالثة.

وتبدو الأمور صعبة جدا في وجه (محاربي الصحراء) إذ يلتقون (الأسود الثلاثة)، فالمنتخب الانجليزي ورغم انه لم يحقق لقب كأس العالم إلا مرة واحدة في العام 1966 عندما استضاف البطولة إلا أنه ظل مرشحا على الدوام في كل البطولات التي شارك فيها، بما فيها مونديال 2010 حيث لم يغادر المنتخب الانجليزي قائمة المنتخب الأكثر ترشيحا للفوز باللقب.

وتزداد الصعوبة في وجه أبناء (سعدان) في ظل شح الأسلحة الفنية التي يمتلكونها قياسا بالأسلحة التي يمتلكها المدرب الايطالي الشهير فابيو كابيلو الذي يملك بين يديه أوراقا تعد من أقوى الأوراق في المونديال كورقة مهاجم مانشستر يونايتد واين روني، ولاعبي الوسط ستيفن جيرارد نجم ليفربول وفرانك لامبارد نجم تشيلسي إلى جانب زميله في تشيلسي أيضا المدافع آشلي كول، غير أن السلاح الأقوى لدى (الخضر) في هذه المواجهة هو الدعاء، إذ يلهج الملايين من العرب بالدعوات الصادقة كي يحقق ممثلهم الوحيد في المونديال الفوز لتعزيز آماله في العبور للدور الثاني حيث سيواجه في المباراة الأخيرة منتخب الولايات المتحدة.

ولن يكون مستحيلا على قائد المحاربين الخضر عنتر يحيى وزملائه كريم زياني، ونذير بلحاج، ومجيد بوقرة، والحارس شاوشي إحداث المفاجأة وانتزع الفوز، فذاكرتهم حتما تختزل ما فعله أسلافهم لخضر بلومي، ورابح ماجر، ومصطفى دحلب، وشعبان مرزقان، والحارس العملاق مهدي سرباح في مونديال اسبانيا في العام 1982 حينما أطاحوا بمنتخب ألمانيا بقيادة نجوم (المانشافت) آنذاك رومنيجيه وبريغل وليتباريسكي الحارس شوماخر.

ويحتاج الفريق الجزائري إذا ما أراد الفوز إلى دفاع محكم كمثل الذي طبقه امام سلوفينيا؛ لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى هجوم قادر على سرقة هدف أو أكثر في أي وقت من أوقات المباراة، ولن يكون ذلك إلا حينما يدرك اللاعبون ومن خلفهم المدرب رابح سعدان ان الطرق الدفاعية العقيمة لا تلد انتصارات، فهو يحتاج إلى تطبيق الخطط الدفاعية الحديثة التي تغلق كل المنافذ في وجه الخصم، ولا تلغي هوية الفريق وتفقده شخصيته ومن ثم احترامه لدى الآخرين.

وكانت مباراة الجزائر وسلوفينيا الماضية قد أظهرت بعضا مما يملكه اللاعبون الجزائريون من مهارات عالية؛ لكنها قد كشفت في المقابل عن الخوف الذي زرع في نفوس اللاعبين قبل المباراة، وهو ما جعلهم يكبلون أقدامهم في مناطقهم الدفاعية، وهو ما حدا بمدرب الآرسنال آرسن فينغر والذي يشارك في تحليل البطولة مع (الجزيرة) الرياضية لمطالبة اللاعبين بين شوطي المباراة للانطلاق نحو مرمى الخصم، مراهنا على قدرتهم في إحراز الأهداف؛ لكن ذلك ما لم يحدث ليمنى مرامهم بالهدف القاتل الذي كان كافيا لخسارتهم.

ويبدو أن سعدان قد تعلم درسا قاسيا على إثر الخسارة الماضية وإن كان الدرس متأخرا، وهو يحتاج اليوم إلى الاقتناع أكثر بألا مستحيل في كرة القدم، والغريب ألا يدرك ذلك وهو الذي كان أحد أفراد الطاقم الفني في مونديال إسبانيا يوم الإطاحة بألمانيا، وليس عليه اليوم إلا تذكر ما فعله مع فريقه في الألمان قبل 28 عاما، بل ما فعله المنتخب السويسري قبل يومين في بطل أوروبا المنتخب الاسباني الذي كسر شوكته وهو بطل أوروبا المتوج حينما هزمه بهدف نظيف.

المصدر: جريدة الرياض