مع تعاظم المخاوف بشأن وضع إسبانيا المالييلتقي قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس في بروكسل لبحث سبل التصدي لأزمة الديون، في الوقت الذي تتعاظم فيه المخاوف من أن إسبانيا -وهي خامس أكبر اقتصاد في أوروبا- توشك على التعرض لأزمة مالية مماثلة لأزمة اليونان.
وقالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن القمة الأوروبية لم تدرج رسميا على جدول أعمالها بندا بشأن وضع إسبانيا المالي، في حين أن من المقرر أن تناقش في المقابل قضايا العجز في الموازنات الناتج عن الاقتراض الحكومي المفرط, وطبيعة الحكومة الاقتصادية المقترحة, وانضمام دول أخرى كإستونيا لمجموعة اليورو.
بيد أنها أشارت إلى تواتر تقارير عن احتمال طلب حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو مساعدة أوروبية تصل إلى 250 مليار يورو (306 مليارات دولار)، أي أكثر من ضعفي القروض التي تقرر منحها لليونان والبالغة 110 مليارات يورو (135 مليار دولار).
وقالت إن مدريد وباريس وبروكسل اضطرت أمس إلى نفي إدراج مساعدة محتملة لإسبانيا على جدول أعمال القمة الأوروبية, وأوردت في هذا الإطار تصريحات لثاباتيرو شدد فيها على صلابة الوضع الاقتصادي والمالي لبلاده وتمتعها بمصداقية في الأسواق الدولية.
كما أنها أوردت تصريحات متزامنة لمتحدث باسم المفوضية الأوروبية نفى فيها بشدة أيضا أن تكون هناك مناقشات بشأن طلب محتمل من إسبانيا للحصول على مساعدات، في إطار شبكة أمان مالي لمجموعة اليورو بنحو تريليون دولار أقرت الشهر الماضي ويساهم فيها صندوق النقد الدولي.
وكان إدراج تلك المساعدة المحتملة في جدول أعمال القمة سيعني –وفقا للصحيفة- أن أزمة الديون والموازنات التي تعصف بمنطقة اليورو منذ أشهر قد بلغت على الأرجح منعرجا خطيرا.
يونان أخرى
وقالت إندبندنت إن الشكوك بشأن وضع إسبانيا المالي -بصرف النظر عما إذا كانت صحيحة أم لا- باتت تخيف أوروبا لأنها تكاد تكون مماثلة للشكوك التي بددت ثقة أسواق المال في اليونان, وأوقعت هذا البلد العضو بمجموعة اليورو في أزمة خانقة.
وأشارت إلى أن الكلفة التي تقترض بها إسبانيا بلغت مستوى قياسيا أمس الأربعاء.
وأوردت في هذا الصدد تصريحا لرئيس مجموعة "بي بي في أي" الإسبانية أكد فيه أن مصارف خاصة أجنبية باتت تحجم عن توفير السيولة لنظيراتها في إسبانيا.
ونقلت عنه قوله أيضا إن أسواق المال سحبت ثقتها في إسبانيا, وإنها باتت مغلقة في وجه أغلب الشركات والمؤسسات الإسبانية.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن هذا الوضع دفع البنك المركزي الأوروبي خلال الأيام القليلة الماضية إلى ضخ سيولة قياسية في البنوك الإسبانية.
ونقلت عن محللين ماليين قولهم إن توقف البنوك الأجنبية عن إقراض نظيراتها في إسبانيا يذكّر بما تعرض له النظام المصرفي العالمي بعيد انهيار مصرف ليمان براذرز الأميركي منتصف أيلول/سبتمبر 2008, وهو الانهيار الذي فجر الأزمة المالية العالمية.
وأثارت الزيارة التي يؤديها مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان غدا إلى مدريد للقاء رئيس الوزراء الإسباني تكهنات بأن إسبانيا تقترب حقا من طلب مساعدة أوروبية.
لكن ستراوس كان نفى ضمنيا هذا الاحتمال، حين تساءل عما إذا كان وجوده في فرنسا دليلا على أنها ستطلب بدورها مساعدة مالية.
المصدر: إنديبيندنت