أعلن الفاتيكان اليوم الخميس أن البابا بنديكت السادس عشر قبل استقالة الأسقف جيمس موريرتي ليصبح ثالث أسقف إيرلندي يستقيل بسبب فضيحة الانتهاكات الجنسية.
وسلم موريرتي استقالته في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعدما ذكر تقرير رسمي اسمه ضمن زعماء للكنيسة في أبرشية دبلن تستروا على حالات لانتهاكات جنسية ضد أطفال من جانب قساوسة على مدى 30 عاما.
وكان موريرتي أسقفا مساعدا لدبلن على مدى 11 عاما إلى أن اختير أسقفا لكلدير وليلن في 2002 .
تعهد بابوي
وجاء بيان الفاتيكان بعد يوم واحد من حديث بنديكت عن لقائه بعدد من الرجال الذين قالوا إنهم تعرضوا لانتهاكات على يد قساوسة عندما كانوا صغارا في دار لأيتام في مالطا.
وقال بنديكت في حديث له للجمهور بساحة القديس بطرس ملخصا رحلته التي قام بها في عطلة نهاية الأسبوع إلى مالطا "أردت لقاء بعض الذين كانوا ضحايا للانتهاك على أيدي أعضاء من رجال الدين وشاركتهم معاناتهم وصليت معهم بعاطفة ووعدتهم باتخاذ إجراء من جانب الكنيسة".
وكان البابا قد تعرض لانتقادات من جماعات الضحايا لاستخدامه تعبيرات غامضة بشأن فضيحة الانتهاكات الجنسية بالكنيسة الكاثوليكية.
ومنذ تفجر الفضيحة خلال الشهر الماضي وانتشار الادعاءات في الولايات المتحدة والنمسا وألمانيا التي ولد بها البابا، استخدم بنديكت تعبيرات غامضة مثل كيف أن الكنيسة "أصيبت بخطايانا" أو الحاجة إلى "التوبة".
وتحدث البابا مع الجمهور مستخدما كلمة "انتهاك" علانية لأول مرة منذ أكثر من شهر وهي الفترة التي انتشرت فيها الفضيحة على نطاق واسع وتطورت إلى أكبر أزمة خلال السنوات الخمس التي مضت منذ توليه البابوية.
وكانت جماعات الضحايا قد حثت البابا على قول شيء مباشر علنا بدلا من استخدام إشارات غامضة وعبارات عامة.
وقال بيان صدر يوم الأحد في مالطا بعد لقائه بثمانية ضحايا إن البابا وعدهم بأن الكنيسة "ستبذل قصارى جهدها للتحقيق في الادعاءات لتقديم المسؤولين عن الانتهاك للعدالة وتنفيذ إجراءات فعالة صممت لحماية الصغار في المستقبل".
وكان هذا واحدا من أوضح التصريحات التي صدرت عن الفاتيكان حتى الآن بأنه يرغب في تعاون الأساقفة المحليين مع السلطات المدنية في مقاضاة القساوسة الذين ارتكبوا انتهاكات بحق الأطفال.
وتكشفت خلال الشهر الماضي المئات من قضايا الانتهاك الجنسي والجسدي للشبان في العقود الأخيرة على أيدي قساوسة في أوروبا والولايات المتحدة حيث شجعت الإفصاحات الضحايا الذين صمتوا طويلا على إعلان شكاواهم علانية أخيرا، وسقطت العديد من القضايا بالتقادم.
وخلال الشهر الماضي كان البابا نفسه موضع اتهام بغض الطرف في عام 1980 عندما كان رئيسا لأساقفة ميونيخ بألمانيا عن حالة قسيس أرسل إلى هناك للعلاج بعد انتهاكه أطفالا جنسيا ونقل سريعا للعمل في أبرشية وتحمل نائب البابا المسؤولية عن هذا القرار.
استقالة أسقف ألماني
وفي هذه الأثناء قالت أبرشية يعمل بها أسقف كاثوليكي ألماني يواجه مزاعم بأنه كان يضرب الأطفال، إن الأسقف فالتر ميكسا قدم استقالته.
وذكرت أبرشية أوغزبورغ في ولاية بافاريا التي تسكنها أغلبية من الكاثوليك وهي مسقط رأس الأسقف، أن ميكسا الذي يواجه أيضا مزاعم بارتكاب مخالفات مالية، بعث خطاب استقالته إلى البابا بنديكت السادس عشر.
وأضافت الأبرشية في بيان "أنه يريد باستقالته تجنب المزيد من الضرر للكنيسة والسماح ببداية جديدة".
ونفى ميكسا لأسابيع أنه كان يضرب أطفالا قبل عشرات السنين وذلك قبل أن يقر بأنه كان يصفعهم. ويقول بعض الضحايا إنه كان يصفعهم على وجوههم بكل قوته.
ورحبت وزيرة شؤون الأسرة الألمانية كريستينا شرودر بطلب الاستقالة المقدم من ميكسا وقالت للقناة التلفزيونية الحكومية "زد دي أف" إنها تحترم قراره.
المصدر: الجزيرة.نت