مستقبل العالم مازال لغزاً

قال باحثان شاركا في تنظيم المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للسكان، إن الفوارق الكبيرة في نسبة الولادات ومعدلات الأعمار بين مناطق العالم تجعل من الصعب وضع تصور واضح لمستقبل السكان في العالم. وقال جيل بيزون من المعهد الدولي للدراسات الديمغرافية، "تبرز اتجاهات جديدة لا يمكن تحديدها"، مع صدور التقارير الاولى للمؤتمر الذي افتتح في 18 يوليو الجاري في السنة التي سيتجاوز فيها عدد سكان العالم 6. 5 مليارات.

وأضاف "كنا نتوقع تقارباً في نسبة الخصوبة او الولادات في كل الدول بما يضمن تجديد الاجيال، حول معدل 1. 2 طفل لكل امرأة" لكن عدد الولادات تراجع في عدد كبير من الدول، اقوى مما كنا نتصوره"، لا سيما في المانيا (1. 3 طفل لكل امرأة) ودول حوض البحر الأبيض المتوسط الاوروبية، واليابان (3. 1) والصين (6. 1) وكوريا الجنوبية (2. 1).
وفي المقابل، في المناطق التي تشهد نسبة مرتفعة من الولادات (افريقيا جنوب الصحراء والشرق الاوسط وباكستان)، كان انخفاض عدد الولادات اقل سرعة من المتوقع، وقال بيزون ان خبراء علم السكان كانوا يراهنون أيضاً على "تقارب معدلات الاعمار لجهة ارتفاعها".

الا انه اشار الى "وجود منطقتين في العالم تشكلان استثناء هما: افريقيا جنوب الصحراء حيث تدنى معدل العمر عموماً بسبب الايدز والملاريا وضعف انظمة العناية الصحية. وتراجع المعدل ولم يرتفع منذ اربعين عاما في عدد من دول الكتلة الشيوعية سابقا (روسيا وبيلاروسيا واوكرانيا)، الامر الذي يدل على ازمة صحية خطرة".

ويقول بيزون ان احد المواضيع التي استأثرت باهتمام المؤتمر وهي مصدر قلق ايضا، يكمن في ان معدل أعمار سكان اوروبا مستمر في الارتفاع. واضاف "الهجرة التي نفكر فيها غالبا على انها الحل للحفاظ على السكان ومحاربة الشيخوخة، لن تؤمن على الارجح هاتين الوظيفتين. ينبغي عدم توقع تدفق الهجرة بشكل كبير. فحتى مثل هذا التدفق لن يمنع الشيخوخة".