في رحاب مدرسة رمضان العلاجية

فارس الجزائر


في رحاب مدرسة رمضان العلاجية



ومن آفات اللسان الغيبة، وقد ورد في القرآن الكريم النّهي الشّديد عنها وشبّه صاحبها بآكل الميتة. قال تعالى: ''وَلاَ يَغْتَب بعضكُم بعضًا أَيُحِبُّ أحدُكُم أنْ يأكُل لحْمَ أخيه مَيِّتًا فكرهتموه'' الحجرات 21. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام'' وأحاديث أخرى ينهى فيها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمّته عن التّحلي بهذه الرذيلة الفتاكة. فعن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''يا معشر من آمَن بلسانه ولم يدخُل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنّه مَن تتبّع عورة أخيه تتبّع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته''. وفي حديث آخر أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ قال: ''إيّاكم والغيبة فإنّ الغيبة أشد من الزنا إنّ الرجل قد يزني ويشرب ثمّ يتوب ويتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر الله له حتّى يغفر له صـاحبه''. وقال علي بن الحسين رضي الله عنهما: ''إيّاك والغيبة فإنّها إدام كلاب النّاس''. والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة مشهورة.
ومعنى الغيبة أن تذكر أخاك الغائب بما يكرهه إذا بلغه، سواء كان نقصًا في بدنه أو في نسبه أو في خلقه أو في ثوبه والدليل على ذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سُئِل عن الغيبة فقال: ''ذِكْرُك أخاك بما يكره''. قال أرأيت إنْ كان في أخي ما أقول يا رسول الله؟ قال عليه السّلام: ''إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته''.
واعلم أن المستمع للغيبة شريك فيها ولا يتخلّص من إثم سماعها إلاّ أن ينكُر بلسانه، فإن خاف فبقلبه وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر ليس فيه ريبة لزمه ذلك. وقد روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال في حديث رواه أحمد والطبراني: ''مَن أذل عنده مؤمن وهو يقدر أنْ ينصره أذلّه الله عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق''. وفي حديث أخرجه أبو داود قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن حَمَى مؤمنًا من منافق يعيبه، بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنّم''.




ღღღღღღღღღღღღღღღ
ღ彡ღ彡 Khalido 彡ღ彡ღ
ღღღღღღღღღღღღღღღ